مقال التعثر المالي

التعثر المالي للشركات: أسبابه الداخلية والخارجية وحلول تجنبه

تواجه الكثير من الشركات مشكلة خطيرة قد تهدد استمراريتها في السوق، وهي مشكلة التعثر المالي. المقصود بالتعثر المالي هو عدم قدرة الشركة على سداد التزاماتها أو ديونها في المواعيد المحددة، وهو ما يُعرف أيضًا بفشل إدارة الدين. هذه الأزمة قد تحدث بشكل مفاجئ، وقد لا تدرك الإدارة أسبابها إلا بعد فوات الأوان.

في هذا المقال نستعرض أسباب التعثر المالي الداخلية والخارجية، ثم نقدم أفضل الحلول لتجنب الوقوع فيه.

أولاً: الأسباب الداخلية للتعثر المالي

الأسباب الداخلية هي تلك التي ترتبط مباشرة بإدارة الشركة وقراراتها:

  1. إهمال الخطط التشغيلية والمالية الموضوعة في بداية التشغيل أو بداية العام.
  2. اضطراب النشاط التشغيلي نتيجة عدم تعامل الإدارة بجدية مع العقبات والمشكلات.
  3. تفاقم الأزمات مع تراجع الأرباح والتدفقات النقدية، واللجوء للاقتراض طويل الأجل أو بيع الاصول لسداد الالتزامات.
  4. تراكم الخسائر ونقص السيولة حتى تصل الشركة لمرحلة التعثر الحقيقي، والذي قد ينتهي بإعلان الإفلاس وتصفية النشاط.

نتائج سوء الإدارة الداخلية

  • ضعف الإنتاجية وارتفاع معدل دوران العمالة.
  • زيادة الهدر في المواد الخام أو المنتجات الجاهزة.
  • أعطال متكررة في خطوط الإنتاج.
  • ارتفاع تكاليف التشغيل والإنتاج.
  • تراجع الأرباح وفقدان القدرة على المنافسة.

الأسباب الجذرية

  • غياب الموازنة التقديرية للعمل من البداية.
  • عدم القيام بدراسات جدوى للمشاريع الجديدة.
  • الاعتماد المفرط على الاقتراض وزيادة تكاليف الفوائد.
  • تجاهل المؤشرات المالية الحقيقية عند اتخاذ القرارات.

ثانياً: الأسباب الخارجية للتعثر المالي

حتى مع وجود إدارة جيدة، قد تواجه الشركات عوامل خارجية خارجة عن إرادتها، مثل:

  1. حالة الكساد الاقتصادي كما حدث خلال جائحة كورونا.
  2. ارتفاع أسعار الفائدة، مما يرفع تكاليف الاقتراض.
  3. انخفاض قيمة العملة نتيجة التضخم.
  4. عدم استقرار السوق وما يصاحبه من تقلبات تؤثر على المبيعات والأرباح.

ثالثاً: الحلول لتجنب التعثر المالي

لحماية الشركة من الوقوع في التعثر المالي، هناك عدة إجراءات وقائية ضرورية:

  1. إعداد موازنة دقيقة تشمل جميع الإدارات والعمليات الإنتاجية.
  2. إجراء دراسات جدوى متكاملة لأي مشروع أو خط إنتاج جديد.
  3. متابعة وتحليل المؤشرات المالية بشكل دوري.
  4. إنشاء نموذج واضح لإدارة التدفقات النقدية (Cash Flow).
  5. التعامل مع المشكلات المفاجئة بسرعة واحترافية.
  6. تطبيق مبدأ الوقاية خير من العلاج عبر الإنذار المبكر للمخاطر المالية.

الخلاصة

إن التعثر المالي لا يحدث فجأة، بل هو نتيجة تراكم لأسباب داخلية مرتبطة بسوء الإدارة، أو خارجية متعلقة بظروف السوق. الحل يكمن في التخطيط المالي السليم، المراقبة المستمرة، ودراسة الجدوى قبل أي خطوة. الشركات التي تلتزم بهذه الإجراءات ستكون أكثر قدرة على الاستمرارية والتنافسية في السوق.